تواصل معنا

Many Cares

هل فقد سكان الوطن العربي نومهم العميق؟ خبراء يشرحون الأسباب والحلول

سيدة تستغرق في نومها/المصدر:Unsplash

صحة ورشاقة

هل فقد سكان الوطن العربي نومهم العميق؟ خبراء يشرحون الأسباب والحلول

في مشهد يتكرر كثيرًا في منازل الشرق الأوسط، يمضي الكثيرون ساعات الليل وهم يتقلّبون في فراشهم دون أن يطرق النوم أجفانهم. وإن كنت أحدهم، فأنت لست وحدك، إذ تشير الأرقام إلى أن الأرق بات ظاهرة متفشية في مختلف أنحاء المنطقة، متجاوزًا حدود التعب الجسدي إلى إنهاك نفسي وعاطفي طويل الأمد.

وبحسب دراسات وإحصاءات طبية حديثة، فإن قرابة 37.6% من سكان المملكة العربية السعودية يعانون من اضطرابات النوم المزمنة. وفي لبنان، تقف النسبة عند 47.1%، بينما وصلت خلال جائحة كوفيد-19 إلى مستويات غير مسبوقة في دول الخليج، إذ بلغت 66.7% في الإمارات العربية المتحدة، و63.9% في الكويت، و63% في البحرين، و61.4% في قطر، و48.4% في سلطنة عمان.

هذه الأرقام، التي تعكس واقعًا مقلقًا، دفعت الخبراء إلى إطلاق تحذيرات جادة، لا سيما في ظل ما تسببه قلة النوم من مضاعفات صحية ونفسية تؤثر على جودة الحياة والإنتاجية.

الحرمان من النوم ليس مجرد تعب

تقول جويس لو، المؤسسة والمديرة التنفيذية لعلامة NakedLab المتخصصة في منتجات النوم النباتية والمستدامة: “من خلال تواصلي المستمر مع النساء والعائلات في المنطقة، أستطيع القول إن الناس مرهقون — وليس فقط جسديًا. الكثير منهم يعيش على حافة الانهيار العاطفي، وغالبًا ما يكون النوم هو أول ما يُضحّى به”.

المزيد: تقصف الشعر والتهابه.. أولى نتائج النوم بشعر مبلل

ورغم أن لو ليست خبيرة طبية، فإنها لاحظت من خلال تفاعلها مع الجمهور ازدياد الشكاوى من الإرهاق والقلق والتوتر ما بعد الجائحة. وتشير إلى أن هناك وعيًا متزايدًا بأهمية النوم الجيد، وتضيف: “الخبر الجيد أن النوم هو أمر يمكننا تحسينه عندما نبدأ بالاهتمام الفعلي به”.

ما الذي يسرق النوم؟

تشير لو إلى مجموعة من العوامل التي تؤثر مباشرة على جودة النوم، منها ما هو متوقع كالتوتر والإفراط في استخدام الشاشات، ومنها ما هو مفاجئ مثل:

  • الضجيج والإضاءة القوية: البيئة الحسية المفرطة التحفيز تضع الجسم في حالة يقظة مستمرة.
  • الأقمشة الصناعية: تؤثر سلبًا على راحة الجسم أثناء النوم، مسببة “إزعاجًا ميكرويًا” يمنع الدخول في مراحل النوم العميق.
  • الفوضى داخل غرفة النوم: الفوضى البصرية تخلق توترًا داخليًا لا واعيًا يعطّل استرخاء الدماغ.
  • وتضيف: “حتى ارتداء ملابس ضيقة أو النوم على فراش من مواد صناعية قد يكون سببًا كافيًا لتقليل جودة النوم دون أن نعي ذلك”.

البيئة المثالية للنوم.. هكذا تبنيها

عند سؤالها عن مدى تأثير بيئة النوم على جودة الراحة، تجيب لو: “البيئة المحيطة هي بمثابة إشارة للجسم. عندما يشعر الجسم بالهدوء والبرودة والدعم، يبدأ في الاسترخاء تلقائيًا. ليس الأمر جماليًا فحسب، بل هو حسي أيضًا — يتعلق بملمس الملاءات، ونعومة الإضاءة، وهدوء الأصوات”.

وتوصي لو بمجموعة من التعديلات البسيطة، لكنها فعالة:

  • خفّض الإضاءة قبل ساعة من موعد النوم.
  • أبعد الهاتف عن مكان نومك.
  • نظّم غرفة النوم لتكون خالية من الفوضى.
  • استخدم روائح مهدئة مثل اللافندر.
  • احرص على أن تكون ملاءات السرير مصنوعة من أقمشة طبيعية قابلة للتهوية.

النوم يحتاج إلى طقوس لا إلى عقاقير

وتؤكد لو على أهمية تحويل النوم من “واجب” إلى “طقس اعتناء بالنفس”، وتقول: “كلما تعامل الناس مع النوم كعادة محببة ومريحة، زاد التزامهم بها. يمكنهم البدء بروتين بسيط، مثل شرب مشروب دافئ، أو تغيير الإضاءة، أو ارتداء ملابس نوم مريحة”.

المزيد: فوائد القهوة الخضراء على الريق وقبل النوم وأفضل أنواعها

وتلفت إلى أن “الاستمرارية أهم من الكمال”، فالحفاظ على خطوات صغيرة يوميًا يخلق فرقًا هائلًا على المدى البعيد.

ففي ظل الأرقام المفزعة لانتشار الأرق في الوطن العربي، يبدو واضحًا أن الحل لا يكمن فقط في الحبوب المنوّمة أو ساعات النوم الطويلة، بل في العناية بالبيئة المحيطة، والعودة إلى عادات ليلية صحية تراعي الجسد والعقل معًا.

فالأمر لا يتعلق بمدة البقاء في السرير، بل بجودة الراحة التي نحصل عليها خلال تلك الساعات. وفي عالم مضطرب وسريع، قد تكون العودة إلى “طقوس النوم” هي طوق النجاة الذي نحتاجه جميعًا.

أكمل القراءة
اضغط لتترك تعليق

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المزيد من صحة ورشاقة

لـ أعلى